محتوى دورة تعلم اللغة العربية الفصحى لغير الناطقين بها

محتوى دورة تعلم اللغة العربية الفصحى لغير الناطقين بها

تعلم اللغة العربية ليس بالشيء الصعب على الناطقين بها لأنها لغتهم الأم ولأننا نشأنا عليها ونستخدمها في حياتنا اليومية وفي الدراسة والعمل والعبادات والعلوم الأخرى لذا فتدريس اللغة العربية ليس صعب على الناطقين بها, ولكن هذا ليس مطابق لغير الناطقين بها, فاللغة العربية تبدو صعبة بالنسبة لهم, ولهذا سنوفر في مقالنا الطرق والمناهج المناسبة لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.

لتعلم اللغة العربية الفصحى أهمية كبيرة جدا ليس لأنها فقط زاخرة بالمعاني والبلاغة والفصاحة, بل لأنها لغة القران الكريم ولأنها لغة الأدب والشعر الذي توارثه العرب عبر الأجيال والعقود, لذا فإنها تمثل نفس الأهمية للناطقين بها وغير الناطقين بها, ولكي يتعلمها غير الناطقين بها عليهم باتباع بعض الطرق والأساليب والكتب التي ستسهل عليهم عملية اتقانها في أقل مدة ممكنة بإذن الله.

أولا كتاب نور البيان:

قد يظن البعض أن كتاب نور البيان لتأسيس الأطفال فقط, ولكن هذا ليس صحيح أبدا, فالكتاب مفيد للصغار والمبتدئين بتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها, فهو يحوي كل أساسيات اللغة العربية ابتداء من التعريف بالحروف الأبجدية, ثم الحركات والسكون والتشديد, و التنوين بأنواعه وأحكام التجويد وقراءة الايات القرانية

 وأيضا يعرض تدريبات للقراءة كي يختبر مستوى الطالب.

والكتاب يستخدم طرق وأساليب ومهارات لتعليم القراءة والكتابة بطريقة متقنة ويستخدم رسوم وأمثلة تربط بين الكلمات والمراد منها, ويستخدم تراكيب ومرادفات تساعدهم على تكوين الجمل بكل سهولة, كما يساعدهم على تحسين الوعي الصوتي لنطق الكلمات والحروف.

كتاب نور البيان من الكتب التي مفيدة جدا لغير الناطقين باللغة العربية وتساعدهم على قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة إلى جانب إتقانهم للغة العربية والكتابة وكل ما يتعلق بالسكون والحركات وما ذكرناه سابقا, ونور البيان من أفضل الكتب التي تساعد في تدريس اللغة العربية, وليس حكرا فقط على الأطفال وتأسيسهم فأي شخص يجد عثرات في تعلم اللغة العربية فعليه أن يبدأ بكتاب نور البيان لتعليم اساسيات اللغة والتي تؤهله لتعلم المزيد, خاصة وأنه يجمع بين تعليم اللغة العربية بطريقة سهلة وبسيطة وبين تعليم قراءة القرآن بالتجويد و بالطريقة الصحيحة ولا يستهدف فئة معينة . 

وهناك أيضا طرق ومناهج تساعد في تدريس اللغة العربية ويستطيع الطالب استخدامها على نفسه أو يساعده المعلم باستخدامها وهي في بضع النقاط التالية:

أولا– تعلم القراءة والكتابة بشكل جيد ومفصلة وذلك عن طريق شرح كل حرف في جميع حالاته سواء في أول الكلام أو نصفه أو اخره, ثم شرحه في حالات الفتح والكسر والضم والتشديد والسكون واللام الشمسية والقمرية والألف اللينة ونطق كل حرف في حالته المذكورة حتى يستطيع الطالب قراءته في كل أحواله, وهذه المرحلة قد تستغرق بعض الوقت لإتقانها ولكن مع الوقت يتقن القارئ القراءة والكتابة إن التزم بهذه المرحلة وسار على الترتيب الذي ذكرناه.

ثانيا- شرح المفردات ومعانيها والمراد بها ومضادها وجمعها ومفردها ووضعها في جمل مفيدة في كافة حالاتها, وفي هذه المرحلة يفهم الطالب معاني الكلمات في سياق الجمل ويعرف حالاتها عن طريق الكلمات التي تأتي قبلها أو بعدها, ومرحلة تكوين الجمل هي أهم مرحلة يمر بها الطالب فتجعله ملم بمعاني الكلمات وكيف ومتى يستخدمها. 

ثالثا– إجراء محادثة باللغة العربية بعد كل خطوة من تعلم اللغة فهذا يساعد الطالب في القراءة والكتابة, وتجعله يسمع كلمات جديدة يسعى لتعلمها, والمحادثات العربية تكون اختبار فعلي لقياس مستوى الطالب في نطق الحروف ووضع الكلمات في جملها الصحيحة, وهذه المرحلة تعمل على تحسين الوعي الصوتي للطالب.

رابعا– استخدام الضمائر اثناء تدريس اللغة العربية أو المحادثة, فيشار له بأنت وأنا وهم وهن وهؤلاء وأولئك وكل الضمائر العربية التي يستخدمها العرب, فهذه ركيزة مهمة جدا في محادثات اللغة العربية. وعلى سبيل المثال هذا كتابك, هذه شجرة, انت تقرأ هو يقرأ هي تجيد الطبخ, هم الأفضل, هن الاجمل, هؤلاء جيدون في السباحة, أولئك هم الفائزون في المسابقة, 

خامسا– استخدام مؤثرات صوتية وبصرية أثناء الشرح, كما أن مقاطع الفيديو المفيدة للغة تساعد في الاستيعاب بشكل أسرع وتعد من الطرق الفعالة في الحفظ والفهم, فاستخدام الحواس يجعل التذكر أقوى وتجعل العقل في حالة تركيز وانتباه. 

سادسا– استخدام التأنيث والتذكير أثناء المحادثة والتركيز على تصنيف كل الكلمات والجمل باستخدام تذكيرها وتأنيثها, فاللغة العربية تعتمد على هذه النقطة بخلاف اللغات الأخرى التي لا تهتم بتصنيف الكلمات والجمل. 

سابعا– قراءة وتلاوة نصوص عربية بسيطة لتسهل عليهم النطق وكيلا تكون القراءة تشكل عقدة عويصة بالنسبة لهم, وإتاحة التواصل بين الطلاب في الحصة ومناقشتهم في ما يستعصى عليهم فهمه, فالتواصل يخلق أفضل الطرق للتدريس, وهذه الطريقة تجعل التواصل بينهم اسهل وتنمي مهارات الطلاب كي يستطيع كل منهم مجاراة النقاش البسيط الغير متكلف الذي يجريه المعلم في كل حصة.

ثامنا– الطلب من الطلاب تسجيل أصواتهم أثناء قراءة النص وتدوين الملاحظات التي تعثر عليهم القراءة, فهذا يساعد المعلم معرفة نقاط الضعف في قراءتهم أو الحروف التي لم تأخذ حقها في النطق, حينها يستطيع التركيز عليها بشكل أكبر.

تاسعا– جعل الطالب يقرأ قصص عربية ويشاهد أفلام باللغة العربية, ويمارس ما يراه ويسمعه فـ الممارسة تساعد في الإتقان بشكل أسرع, وكما ذكرنا أن استخدام أغلب الحواس يساعد في تثبيت المعلومة وتدريب الحواس عليها, كما أن تواصلهم مع العرب وإجراء محادثات معهم يكون أفضل.

عاشرا– يجب على الطالب أن يستخدم المعجم ليتعرف على أصول الكلمات والأفعال, وتدريبهم على استخدام المعجم سيكون سهلا عليهم في البحث عن الكلمات الغريبة او الغير مفهومة, وقد يكون استخدام المعجم صعب في البداية ولكن بعد القليل من الوقت سيكون العون لهم في فهم ما تعثر عليهم. 

وعلى المعلم المسؤول عن تدريس اللغة العربية أن يتجنب بعض الأخطاء التي يستخدمها البعض في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها, ومنها ما يلي:

• -يجب على المعلم أن يتجنب استخدام الجمل الثقيلة الغير مفهومة
• -يتجنب الحصص الطويلة التي تدب الملل في النفوس
• -تجنب طرق التدريس المعقدة, واستخدام الطرق البسيطة سيكون أفضل
• -عدم التركيز على ركن واحد من التعلم, فلا يركز على تدريسهم القراءة فقط, أو الكتابة فقط
• – عليه أن يستخدم التعليم اللفظي والكتابي, لتساعدهم على النطق والقراءة وكذلك الكتابة بشكل صحيح.
• – ألا يهمل المعلم نصح المعلم طلابه أن يستخدموا ممارسة اللغة في حياتهم بشكل عام, وليس في الحصص او المحاضرات فقط, واستخدامها في حياتهم الخاصة ويومهم سيسهل عليهم اتقانها في فترة زمنية قصيرة. 

وما ذكرناه في الأعلى هي بعض النصائح والمناهج التي تساعد المعلم في تدريس اللغة العربية وتساعد الطلاب على اتقانها في وقت قصير, فاللغة العربية ليست مستحيلة على من ينوي تعلمها, وليست سهلة أيضا كاللغات الأخرى, ولكن استخدام الطرق الصحيحة في تدريسها سيؤدي بنتائج فعالة وناجحة بإذن الله, كل ما على الطالب والمعلم هو الاستعانة بالله والنية الصادقة في التعلم وسيجعل الله كل عسر يسر.